الحركة المدنية: حادث مصرع 19 فتاة يلخص مأساة ملايين الكادحين وصورة موجعة لانعدام العدالة الاجتماعية
البيان: الحادث نتيجة مباشرة لسياسات اقتصادية واجتماعية تُهمّش الإنسان وتُقصي الحقوق وتُمعن في سحق الطبقات الأضعف
كتب: عبدالرحمن بدر
قالت الحركة المدنية الديمقراطية إنها تعنى ببالغ الحزن والأسى تسعة عشر زهرة من شابات مصر، قضين نحبهن في حادث أليم أثناء عودتهن من عمل شاق لا يتجاوز أجره اليومي ١٣٠ جنيهًا مصريًا، في مشهد يلخص المأساة المركبة التي يعيشها ملايين المصريين من الكادحين والفقراء، الذين يدفعون أثمانًا فادحة بحثًا عن لقمة عيش كريمة.
وتابعت في بيان لها: الحادث الذي وقع في محافظة المنوفية ليس مجرد مأساة مرورية، بل هو صورة موجعة لانعدام العدالة الاجتماعية، وغياب الحد الأدنى من مقومات الأمان والكرامة للعاملات في مصر، هؤلاء الفتيات لم يمتْن فقط في طريق العودة من العمل، بل قضين تحت وطأة الإهمال، وانعدام الرقابة، والاستهانة المستمرة بأرواح البسطاء.
وأضاف البيان: تؤكد الحركة أن ما حدث نتيجة مباشرة لسياسات اقتصادية واجتماعية تُهمّش الإنسان، وتُقصي الحقوق، وتُمعن في سحق الطبقات الأضعف، بينما تنشغل السلطة بتزيين الواجهة وإخفاء الخراب الحقيقي الذي ينهش المجتمع من الداخل.
وقال البيان: نتقدم بخالص العزاء لأهالي الضحايا المكلومين، ونعاهدهم بأننا لن نصمت، وسنواصل النضال من أجل وطن يحترم كرامة مواطنيه، ويكفل لهم العمل الآمن، والأجر العادل، والحياة التي تليق بهم.
زاختتم البيان: “الرحمة لشهيدات لقمة العيش، والصبر والسلوان لأهلهن، والعار لمن أدار ظهره لآلامهن”
يذكر أنه شيّع أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ضحايا الحادث البشع، وشارك مئات الأهالي في تشييع الجنازة من الساحة الشعبية بالقرية وخيم الحزن على الجميع.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الضحايا، ثم توجهوا بهم إلى المدافن في موكب جنائزي طويل ضم أقارب الضحايا وأصدقاءهم وزملاءهم.
كانت وزارة الصحة أعلنت عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين في الحادث، جميعهم من قرية كفر السنابسة، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف قامت بنقل الجثامين والمصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة فور وقوع الحادث.
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا، فيما أمر محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون بتقديم الدعم الكامل للأهالي، ووجه بنقل الجثامين إلى القرية بسيارات إسعاف تابعة للمحافظة.
وجاء الحادث نتيجة اصطدام شاحنة نقل بحافلة صغيرة تقل الفتيات العاملات من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن في مزارع العنب بدلتا النيل.
وحسب التحريات الأولية، فإن الحادث وقع نتيجة تصادم مباشر بين سيارة نقل ثقيل وحافلة صغيرة (ميكروباص) يقل ركاباً، بسبب السرعة الزائدة.
ولاحقا، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على السائق المتهم المتسبب في حادث الطريق الإقليمي، وذلك بعد هروبه من مكان الواقعة.
وبحسب وسائل إعلام فإن الفتيات يعملن بيومية بسيطة لا تتعدى 130 جنيها مصريا، وأعمارهن بين 14 و22 عاما، وبعضهن المعيلات الوحيدات لأسرهن، كما أن بعضهن لم يُكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن.