حكاية من دفتر الوجع.. شيماء طالبة الهندسة التي خرجت للعمل مقابل 120 جنيها وعادت لأسرتها جثة 

كتب: عبدالرحمن بدر 

ضحايا حادث الطريق الإقليمي الـ19 ليسوا مجرد أرقام، لكنهم أبناء وأشقاء وأحلام مؤجلة اختطفها الموت في حادث مأساوي. 

ومن بين الذين رحلوا في الكارثة التي شهدها الطريق الإقليمي الطالبة شيماء عبد الحميد، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة المنوفية، وابنة قرية كفر السنابسة، والتي خرجت من بيتها مبكرة للعمل باليومية مقابل 120 جنيهًا، كما اعتادت أن تعمل خلال الإجازة مع نظيراتها.  

وقالت والدة شيماء، الطالبة بكلية الهندسة، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الحادث، مشيرة إلى أن ابنتها كانت من الطالبات المتفوقات طوال مراحلها الدراسية، لكنها فضّلت الالتحاق بالتعليم الفني بدلًا من الثانوية العامة حتى لا تثقل كاهل والدها بتكاليف الدراسة، ثم واصلت طريقها بالالتحاق بمعهد فني وصولًا إلى كلية الهندسة. 

وأصدرت جامعة المنوفية بيانًا نعت فيه شيماء، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة، داعيةً لها بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وتحولت صفحة الجامعة لدفتر عزاء، ونعاها زملائها ودعوا له بالرحمة ولأسرتها بالصبر.  

يذكر أنه شيّع أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ضحايا الحادث البشع، وشارك مئات الأهالي في تشييع الجنازة من الساحة الشعبية بالقرية وخيم الحزن على الجميع.  

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الضحايا، ثم توجهوا بهم إلى المدافن في موكب جنائزي طويل ضم أقارب الضحايا وأصدقاءهم وزملاءهم. 

كانت وزارة الصحة أعلنت عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين في الحادث، جميعهم من قرية كفر السنابسة، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف قامت بنقل الجثامين والمصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة فور وقوع الحادث. 

وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا، فيما أمر محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون بتقديم الدعم الكامل للأهالي، ووجه بنقل الجثامين إلى القرية بسيارات إسعاف تابعة للمحافظة. 

وجاء الحادث نتيجة اصطدام شاحنة نقل بحافلة صغيرة تقل الفتيات العاملات من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن في مزارع العنب بدلتا النيل. 

وحسب التحريات الأولية، فإن الحادث وقع نتيجة تصادم مباشر بين سيارة نقل ثقيل وحافلة صغيرة (ميكروباص) يقل ركاباً، بسبب السرعة الزائدة. 

ولاحقا، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على السائق المتهم المتسبب في حادث الطريق الإقليمي، وذلك بعد هروبه من مكان الواقعة. 

وبحسب وسائل إعلام فإن الفتيات يعملن بيومية بسيطة لا تتعدى 130 جنيها مصريا، وأعمارهن بين 14 و22 عاما، وبعضهن المعيلات الوحيدات لأسرهن، كما أن بعضهن لم يُكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

OSZAR »